أكدت دراسة صادرة عن مجلس الذهب العالمي، أن أسعار الذهب ستستمر في الارتفاع خلال السنوات القادمة، مشيرة في آخر إحصاء لها إلى أن احتياطي الذهب في الجزائر يبقى ضعيفا، بالرغم من أنها تحتل المرتبة السابعة عربيا من حيث الاحتياط.
أشارت الدراسة إلى أن حجم احتياطيات الذهب في دول العالم بلغ 3, 27 ألف طن، وهو ما يمثل 11 في المائة من إجمالي احتياطيات النقد الأجنبي في دول العالم. وجاءت الولايات المتحدة في المرتبة الأولى كأكبر دولة لديها احتياطي من الذهب يصل إلى 1 ,8 ألف طن من المعدن النفيس، حيث يشكل الذهب 75 في المائة من احتياطيات النقد الأجنبي لدى الولايات المتحدة، وجاءت ألمانيا في المرتبة الثانية باحتياطي بلغ 4, 3 ألف طن من الذهب، يمثل 71 في المائة من إجمالي احتياطيات ألمانيا من النقد الأجنبي.
وقد صنفت الجزائر من بين الدول التي شهد احتياطي الذهب لديها مستويات دون الخمسة في المائة من إجمالي احتياطياتها من النقد الأجنبي، كما احتلت المرتبة السابعة عربيا من حيث الاحتياط وراء كل من لبنان التي احتلت المرتبة الأولى عربيا، تليها الكويت ثم مصر ثم الأردن وسوريا وليبيا ومن ثم الجزائر بـ 7, 4 بالمائة من الاحتياط.
وأكدت الدراسة ذاتها أنه في ظل أقسى الظروف الاقتصادية وعلى مدار أربعة عقود، استطاع الذهب أن يحافظ على مكانته كأداة للاحتياط ضد المخاوف الاقتصادية، متوقعة أن يستمر في هذا الدور خلال الأزمة المالية الحالية، بالنظر إلى حالة عدم الاستقرار التي تجتاح العالم.
وأشارت إلى أن الذهب بدأ يستعيد مكانته السابقة كملجأ آمن للمستثمرين في مختلف أنحاء العالم، والتي بدأت منذ العام 2007 مع ظهور أولى مؤشرات الأزمة المالية العالمية، بدليل ارتفاع أسعاره منذ ذلك الوقت وحتى الآن بما لم يتصوره أحد.
وأوضحت الدراسة الصادرة عن مجلس الذهب العالمي بأن الذهب استطاع على المدى الطويل أن يحافظ على قيمته الحقيقية، بيد أن هناك ستة عوامل تؤثر عليه كثيرا متمثلة في الضغوط المالية والاضطرابات السياسية وأسعار الفائدة المرتبطة بالعقار والتضخم ونشاط البنوك المركزية وسعر صرف الدولار الأمريكي.
واستخدمت الدراسة الذهب في عدة سيناريوهات مالية افتراضية وأدخلته كعنصر استثمار في محافظ ذات مواصفات متعددة، وخلصت، عقب هذه الاختبارات، إلى أن الذهب وبفضل عدم وجود أي ترابط بينه وبين الأدوات الاستثمارية الأخرى كالأسهم والسندات والعقارات، يكون عامل استقرار في المحفظة الاستثمارية حتى وإن لم تسجل تلك المحفظة أي أرباح.
واعتمادا على التحليل التاريخي لأسعار المعدن الأصفر، توقعت الدراسة أن يستمر صعود الذهب بشكل منتظم في ظل الأوضاع الراهنة وأنه من الممكن أن يأخذ الأمر سنوات حتى نرى أسعار الذهب تهبط مرة أخرى إذا استمرت عوامل ارتفاعه بالثبات.