تبخر حلم الجزائيين في ركوب وسيلة النقل ''الحلم" بمجرد الإعلان عن تسعيرة تذكرة النقل بالمترو، المزمع دخوله حيز الخدمة الفاتح نوفمبر، والمقدرة بـ50 دج للوجهة الواحدة، من خلال 10 محطات؛ باش جراح والمقرية وحسين داي وسيدي محمد والجزائر الوسطى، في حين أن نفس الثمن سيمكنك من التنقل من الجزائر العاصمة إلى ولاية البليدة على مسافة 50 كلم.
تذكرة المترو باهظة الثمن
تذكرة المترو تكلف الكثير؟ إذا كان ثمن التذكرة بـ50 دينارا للوجهة الواحدة فقط، هذا يعني أن المسافر الذي يريد أن يقوم بجولة كاملة "ذهابا وإيابا" سيجد نفسه مضطرا لدفع مبلغ مضاعف، وهذا يعني 100 دينار، مع العلم أن الحد الأدنى للأجور في الجزائر هو 15 ألف دينار و18 ألف دينار ابتداء من جانفي المقبل، ونظرا لحقيقة أن المستعملين المفترضين للمترو هم أولئك الذين لا يملكون السيارات الخاصة، وعليه فتسعيرة التذكرة باهظة ومكلفة، إن لم تكن مبالغ فيها.
جمعية حماية المستهلك: "التسعيرة ضد القدرة الشرائية"
أكد حريز زكي، رئيس جمعية حماية المستهلك أن أسعار تذاكر الميترو لا تتناسب إطلاقا مع تراجع القدرة الشرائية للجزائريين، وأوضح أن الطبقة المتوسطة الدخل والضعيفة، لا تستطيع دفع 50 دج للفرد الواحد للتنقل في وجهة واحدة، في الوقت الذي بإمكان الفرد أن يتنقل بنفس المبلغ من الجزائر العاصمة إلى ولاية البليدة، وقال من المفروض أن "المترو" وسيلة نقل شعبية تتيح الفرصة للجميع، كما هو معمول به في جميع دول العالم التي تمتلك المترو، واعتبر أن الحكومة من خلال هذه التسعيرة أرادت توجيه هذه الوسيلة للطبقة الغنية، مشددا على ضرورة أن تضطلع السلطات الوصية بدورها في وضع سقف سعري يتناسب مع القدرات المالية للمواطنين.
المترو ممنوع على الطلبة
يرى أحمد وهو طالب جامعي بالجامعة المركزية تخصص ترجمة، أن المنحة المقدرة بـ4000 دج كل ثلاثة أشهر، لن تكفيه للتنقل عبر المترو، الذي ظل ينتظره منذ سنوات عديدة، خاصة وأنه على أبواب التخرج، والسبب في ذلك أن التذكرة المقدرة بـ100 دج ذهابا وإيابا تعتبر ضربا من الخيال ولا تراعي الظروف المالية للكثير من الطلبة الجامعيين، خصوصا القاطنين بمحاذاة محو المترو.
ومن جهته يعتبر فريد وهو طالب بجامعة الجزائر2، أن الحكومة لم توجه هذه الوسيلة الهامة لشريحة واسعة من المجتمع، ذات الدخل المتوسط والضعيف، ما يعني أنهم سيحرمون تلقائيا من الاستفادة من خدمات هذه الوسيلة، رغم ما يكابدونه من مشقة التنقل في العاصمة.
وتساءل العديد من المواطنين عن عدم وجود أي فرق بين من يركب محطة واحدة ومن يركب عشر محطات، وأكدوا أنه في وقت يضيق فيه المواطن الجزائري العادي ذرعا من الارتفاع الكبير وغير العادي للأسعار واستشراء الغلاء، جاء مترو الأنفاق ليضع مزيدا من الحطب فوق النيران المشتعلة بغلاء تذكرة المترو، والاستخفاف بالمواطنين بعد 30 سنة من الأنظار.
الفارق في التسعيرة سيدفع إلى التمسك بوسائل النقل التقليدية
ومن جهته، يرى خرشي نزيم، نائب رئيس المنظمة الوطنية للناقلين الجزائريين، أن الفارق في التسعيرة بين المترو ووسائل النقل العمومية الأخرى، سيدفع بالمواطنين إلى التمسك بوسائل النقل التقليدية أكثر مما يقبلون على الميترو، وأوضح أن ثمن تذكرة مترو الجزائر المزمع دخوله حيز الخدمة في شهر نوفمبر المقبل بـ50 دج للوجهة الواحدة مكلفة مقارنة بالنقل عبر الحافلات، داعيا الحكومة إلى تشجيع النقل بمختلف أنماطه.
25 ألف مسافر في الساعة
أكد المدير العام لمؤسسة ميترو الجزائر حديبي عمر أن ميترو الجزائر سيضمن فور تشغيله في نوفمبر المقبل نقل حوالي 25 ألف شخص في الساعة وفي اتجاه واحد، وأكد أن11 قطارا جاهزون للاستعمال بقدرة استيعاب تصل إلى 1240 مسافرا لكل واحد، وسيتم تشغيل ميترو الجزائر خلال كل أيام الأسبوع من الساعة الـ5 صباحا إلى الـ11 ليلا بمعدل عربة كل ثلاث دقائق خلال ساعات الذروة وقطار كل خمسة دقائق في الأوقات الأخرى.
لا تمديد في مسار المترو قبل 2013
وفيما يخص عمليات التمديد المرتقبة على مسار الميترو، أوضح المدير العام لمؤسسة ميترو الجزائر أنه سيتم استكمال مرحلة الهندسة المدنية للجزء الرابط بين حي البدر والحراش الذي يبلغ طوله 4 كلم والذي يضم 4 محطات نهاية السنة المقبلة، أما الجزء الرابط بين ساحة الشهداء وساحة الأمير عبد القادر على مسافة 1.6 كلم بمحطتين، أكد حديبي أنه سيسلم نهاية سنة 2013، وأشار حديبي إلى أنه تم إطلاق الأشغال المتعلقة بالجزء الرابط بين حي البدر وعين النعجة على مسافة 3.6 كلم بثلاث محطات، منذ ثلاثة أشهر، بينما تبقى عمليات التمديد المتعلقة بالجزءين الرابطين بين الحراش وباب الزوار وبين ساحة الشهداء وشوفالي في مرحلة الدراسة.
محطات الميترو تحت رقابة 244 كاميرا
كشف المسؤول بوحدة شرطة المترو، الملازم الأول، جمال بومهن، أول أمس، عن تزويد محطات الميترو بـ244 كاميرا مراقبة بمعدل 24 كاميرا لكل محطة، تعمل على مدار اليوم والأسبوع لتنقل جميع صورها إلى القيادة العامة، ويتم استغلالها في مراقبة حركة تنقل المسافرين وتسجيل وإيقاف أي محاولة اعتداء وإجرام.
400 عون شرطة لتأمين المسافرين
وأضاف المسؤول ذاته لوكالة الأنباء الجزائرية أنه تم تخصيص حوالي 400 عون شرطة من مختلف الرتب، موزعين على المحطات الـ10 لضمان تأمينها، من خلال مراكزها القارة، إلى جانب قوة متجولة بالمحطة وقاعة عمليات تتكفل بالتدخل الآني في حالة حصول أي حادث، كما تم تجهيز وحدة شرطة المترو بمعدات وتجهيزات حديثة، تتلاءم وطبيعة المحطات باعتبارها فضاءات مغلقة وقليلة الإضاءة، إضافة إلى أجهزة كشف المتفجرات والمعادن، وتقوم وحدة شرطة المترو باستخدام الوسائط السلكية واللاسلكية، سيما قاعدة المعلومات التي تمكن أعوان الشرطة من البحث عن المطلوبين والتحقق من هوية المشبوهين في وقت يسير.
وزارة النقل داخل النفق
بالرغم من المحاولات الحثيثة التي قمنا بها للاتصال بوزارة النقل وبمؤسسة ميترو الجزائر، قصد الحصول على مزيد من التفاصيل حول هذه الوسيلة التي انتظرها الجزائريون لأزيد من 30 سنة، إلا أن جميع محاولاتنا باءت بالفشل بسبب رفض مسؤولي الوزارة والمؤسسة المعنية الرد على جميع مكالماتنا، كما رفضوا الرد على طلباتنا لإجراء روبورتاج حول المترو.