علمت ''الخبر''، من مصادر موثوقة، أن السلطات الولائية بقسنطينة قررت ردم النفق الأرضي لحي فيلالي، الذي كلف قرابة 25 مليار سنتيم، بعد أن تعذر عليها تمديده، كما كان مقررا من أجل مرور خط الترامواي.
كشفت مصادر مقربة أن الاجتماع الأخير لمجلس الولاية التي ناقش ملف الأشغال العمومية، قرر ردم نفق حي فيلالي، الذي دشنه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يوم 16 أفريل .2006 حيث بينت مختلف الدراسات أنه من المستحيل مرور خط الترامواي بالقرب من مسجد الأمير عبد القادر، في ظل تواجد النفق، والذي طرح في سنوات ماضية مشكلة انعدام التنسيق بين مختلف الإدارات، بالرغم من الاجتماعات الأسبوعية التي كان يعقدها الوالي السابق، إلا أن الأمر لم يمنع من تسجيل النفق الأرضي، وبعده مشروع الترامواي في نفس المكان، ما جعل مكتب الدراسات الفرنسي ''أنجيروب'' يقترح تهديم المحلات الواقعة تحت مسجد الأمير عبد القادر، وهو الاقتراح الذي تم رفضه من قبل رئاسة الحكومة، في عهد السيد عبد العزيز بلخادم، لتقرر شركة ''ميترو الجزائر''، صاحبة مشروع الترامواي، تمديد النفق لأكثر من 80 مترا، إلى غاية مدخل حي المحاربين، إلا أن تكلفة هذه العملية قدرت بأكثر من 40 مليار سنتيم، مع تمديد لمدة الإنجاز، وبالتالي تأخر أكبر للمشروع الذي كان مبرمجا تسليمه في نهاية ,2009 ثم 2011 على أقصى تقدير. حيث قالت مصادرنا إنه من الناحية التقنية سيكون من المستحيل تمديد النفق، كما أنه لا يمكن إضافة هذه الأشغال للشركة الإيطالية، نظرا للمبلغ الكبير الذي تكلفه، كما أن عرضه على مناقصة في شكل عملية منفردة، سيتسبب في تأخير أشغال الترامواي بأكثر من عامين، بين الدراسة والإنجاز، مع كل ما تقتضيه قوانين الصفقات العمومية، من إجراءات طويلة ومعقدة. وهو دفع بالسلطات الولائية إلى اتخاذ قرار ردم النفق للإسراع في وتيرة أشغال الترامواي، الذي يعرف، أصلا، تأخرا بأكثر من سنة، على أن تكون بداية عمليات الردم الشهر المقبل، من قبل الشركة الإيطالية المكلفة بإنجاز الترامواي.
ولاحظت نفس المصادر أن دراسة الجدوى، التي قام بها مكتب الدراسات الفرنسي، لم تراع عامل وجود النفق، ووجدت نفسها بعد انتهاء أشغالها أمام واقع جديد في الأرض، ما دفعها إلى اقتراح تهديم الأعمدة الملاصقة لمسجد الأمير عبد القادر والتي تتواجد بها محلات ومساحات تجارية، إلا أن هذا المقترح قوبل بالرفض.
وتجدر الإشارة إلى أن مسار ترامواي قسنطينة كان يمتد على طول 9 كلم في بدايته، ثم تقرر تمديده بـ13 كيلومترا، ليمتد على مسافة 22 كيلومترا، والتي تشمل ملعب بن عبد المالك وشارع قدور بومدوس ونهج شي غيفارا، إلى جانب جامعة منتوري وتقاطع الطريق الوطني رقم 79 زواغي، ثم يصل إلى المدينة الجديدة منجلي. وعرف المشروع عدة مشاكل، من بينها مسألة تحطيم ملعب بن عبد المالك وإمكانية تحطيم سجن كوديات.