عن زيد بن خالد الجُهنيّ رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “مَن فطَّر صائمًا، كان له مثل أجره، غير أنّه لا يُنْقَص من أجْرِ الصّائم شيء” رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد.
شهر تترك فيه كثير من العادات السيّئة والأفعال القبيحة من الذنوب والمعاصي، فهو شهر التوبة والإنابة إلى الله سبحانه وتعالى بالنّدم والبكاء لله، فهو شهر الصّفاء والنّقاء ويتوب الله فيه على مَن تاب.
عباد الله، المسافر إلى بلاد بعيدة ولأيام طوال، تراه يعدّ عدّته ويودّع أهله، ويعدّ بالدقائق والثواني ساعة الرّحيل والانطلاق، وذلك شيء مطلوب حتّى يقطع الطريق ويصل إلى الهدف معزّزًا مكرمًا، وكذلك نحن مع هذا الشّهر المبارك ونحن نعيش لياليه وأيّامه، فالفريضة أمامنا، ومدرسة الصّيام قد فتحت أبوابها، فالبدار البِدار، والعزيمة العزيمة، وليكن مزج بين التّحضير للموائد والبطون، وبين ما تحتاجه القلوب والعقول. كونوا عباد الله تجّارَا مع الله يعشقون الجنّة ويدفعون مهرها، ولا تكونوا ممّن همّهم بطونهم يأكلون ويتمتّعون كما تأكل الأنعام، واذكروا حديث المصطفى صلّى الله عليه وسلّم الّذي يرويه مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جدّه قال: صعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المنبر، فلمّا رقي عتبة، قال: “آمين”، ثمّ رقي عتبة أخرى، فقال: “آمين”، ثمّ رقي عتبة ثالثة، فقال: “آمين”، ثمّ قال: “أتاني جبريل فقال: يا محمّد مَن أدرَك رمضان فلم يُغفر له فأبعده الله، قلت: آمين، قال: ومَن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النّار فأبعده الله، قلت: آمين، فقال: ومَن ذُكِرتُ عنده فلم يُصلّ عليك فأبعده الله، قلت: آمين”.