الحضارة الموكينية
هي الحضارة الثانية التي قامت مع الحضارة الإيجية في بلاد اليونان , وقد سُميت بالحضارة الموكينية نسبة ً إلى مدينة موكيناي التي قامت بها هذه الحضارة , وهي تختلف عن الحضارة الإيجية كونها أتت من أصل يوناني بحت على عكس الحضارة الإيجية التي كان أصلها من خارج اليونان , ويُرجع المؤرخين ظهورها إلى عام 1600 ق.م , أي أنها عاصرت الحضارة الإيجية مايقارب المئتي عام إن علمنا بأن الحضارة الإيجية انتهت في عام 1400 ق.م , واستمرت الحضارة الموكينية حتى عام 1100 ق.م , حين سقطت ودُمرت على أيدي القبائل الدُورية تلك القبائل التي اجتاحت بلاد اليونان من شمالها وحتى جنوبها , وإن أردنا التحدُث عن النواحي الحياتية في الحضارة الموكينية فهي شبيهة جداً بالنواحي الحياتية في الحضارة الإيجية سواءً من الناحية السياسية أوالاجتماعية أوالاقتصادية أوالدينية , غير أن أصحاب هذه الحضارة كانوا يتميزون بحبهم للحرب والحروب , وفي عصرهم وقعت أحداث حرب طروادة الشهيرة بينهم وبين الطرواديين , وإن قلنا بأن مُكتشف الحضارة الإيجية هو الإنجليزي آرثر إيفانس عام 1900 م , فإن مُكتشف الحضارة الموكينية هو الألماني شليمان والذي اكتشفها في عام 1870 م
مُكتشف الحضارة الموكينية
الألماني شليمان والذي قضى فترة طفولته يستمع لقصص والده المتخصص بالتاريخ القديم عن الإلياذة التي تحدثت عن حرب طروادة والأوديسة التي تحدثت عن مغامرات أوديسيوس بعد انتهاء حرب طروادة والتي كتبها الشاعر الإغريقي هوميروس , وقد كانت ملحمتي الإلياذة والأوديسة عند معاصريه من الناس في ذلك الوقت ضرباً من ضروب الخيال , ولكن شليمان آمن بصدقها ولذا ماأن أنهى فترة دراسته الإعدادية وهو في سن الرابعة عشر حتى قرر السفر إلى أمريكا الجنوبية بقصد جمع ثروة تساعده على التنقيب لاكتشاف حقيقة طروادة وماورائها ولكن الباخرة التي كانت ستنقله إلى أمريكا الجنوبية غرقت في البحر فنقلته الأمواج إلى شواطئ هولندا التي استمر فيها أربعة سنين انتقل بعدها إلى روسيا التي استمر بها عشرين عاماً واستطاع في خلال هذه العشرين عاماً أن يجمع ثروة ً هائلة ً وقراءة كُل ماكُتب عن طروادة بعد أن تعلم أربعين لغة ً أثناء إقامته في روسيا , وبعد انقضاء هذه العشرين عاماً وتحديداً في عام 1870 م سافر شليمان إلى المكان الذي يقال بأن طروادة كانت تقع فيه وهو الجزء الشمال غربي من آسيا الصغرى ولكنه بقى سنة ً كاملة ً ينقب فيها ولم يعثر على شيء حتى استدعاه أحد عماله بعد أن عثر هذا العامل على إناء نحاسي يحوي من الذهب والفضة الكثير , هنا فقط سعد شليمان واستدعى كُل أصحابه المنقبين في أوروبا ليساعدوه على اكتشاف البقية , وبالفعل استطاع شليمان وأصدقائه أن يعثروا على تسعة مدن مدفونة تحت الأرض كانت طروادة هي المدينة السادسة من أسفل إلى أعلى