الحضارة المينوية أو الكريتية أو الإيجية
سميت بالمينوية نسبة ً إلى الحاكم مينوس وأولاده من بعده الذين حكموا جزيرة كريت في بحر إيجة , وسميت بالكريتية نسبة ً إلى جزيرة كريت التي كانت أكبر جزر بحر إيجة والتي كان يحكمها المينويين , وسميت بالإيجية نسبة ً إلى بحر إيجة بأكمله , وأنا شخصياً أفضل مسمى الحضارة الإيجية عن بقية المسميات لشموليته على مامضى
مُكتشف الحضارة الإيجية
الإنجليزي آرثر إيفانس عام 1900 م , وقام آرثر بنشر أبحاثه عن الحضارة الإيجية في عام 1922 م أي بعد اكتشافه لها بعامين في أربع مجلدات أسماها ب قصر مينوس بكنوسوس
عصور الحضارة الإيجية
العصر الإيجي (الكريتي المينوي) الأول : من عام 2600 ق.م وحتى عام 1800 ق.م
العصر الإيجي (الكريتي المينوي) الثاني : من عام 1800 ق.م وحتى عام 1600 ق.م
العصر الإيجي (الكريتي المينوي) الثالث : من عام 1600 ق.م وحتى عام 1400 ق.م
فترات الازدهار الإيجية
فترة الازدهار الأولى : من عام 1800 ق.م وحتى عام 1700 ق.م , وفي عام 1700 ق.م دُمر قصر مينوس في كنوسوس , وذهب العلماء إلى أن السبب وراء ذلك هو أحد ثلاثة أسباب أولاها أن ذلك حدث نتيجة هزة أرضية ألمت بالمدينة , وثانيها أنها تعرضت لغارة من خارج البلاد , وثالثها أن ذلك حدث بسبب ثورة داخلية أطاحت بالقصر
فترة الازدهار الثانية : من عام 1600 ق.م وحتى عام 1400 ق.م , وقد كانت فترة الازدهار الثانية أشمل وأعم وأرقى بكثير من فترة الازدهار الأولى
نظام الحكم في الحضارة الإيجية
في بدايات هذه الحضارة كان الحكم إقطاعياً بأيدي رؤساء القبائل ورؤساء الأسرات الكبيرة , ولكن في الفترات المتأخرة استطاع مينوس وأولاده من بعده أن يفرضوا سيطرتهم على مدينة كنوسوسفي جزيرة كريت , ومن ثم على الجزيرة الكريتية , حتى استطاعوا السيطرة على جزر بحر إيجة بالكامل , وقد كان حكمهم حكماً مطلقاً , وكانوا يصدرون أوامرهم باسم الآلهة مدعين أنها هي من تُصدر الأوامر , كما أنهم كانوا يجددون سلطتهم الإلهية كُل تسع سنوات
الحياة الاجتماعية في الحضارة الإيجية
للمرأة في المجتمع الإيجي مكانة خاصة , إذ أنها مساوية للرجل , بل تفوقه في أحايين كثيرة , فبجانب أنها تقوم بالأعمال المنزلية في البيت من طبخ ومراعاة لأولادها وشؤونهم كانت تخرج للفلاحة مع الرجل بل وتشارك بصنع الأواني والأدوات التي اشتهر بصناعتها سكان بحر إيجة , حتى وصل الأمر بالنساء الإيجيات آنذاك الخروج للصيد تتبعها كلاب الصيد , كما أن المقاعد الأمامية في مضمار مصارعة الثيران وهي اللعبة المحبوبة والمقربة لسكان بحر إيجة خصصت للنساء دون الرجال , وهذا يدل على ماوصلت إليه المرأة الإيجية من مكانة في ذلك الوقت , والمجتمع الإيجي بشكل ٍعام كان مجتمعاً يستهوي الألعاب بشتى أنواعها خصوصاً لعبة المصارعة ومنها مصارعة الثيران الآنفة الذكر ومايلحقها من حركاتٍ بهلوانية يقوم بها الرجال والنساء على السواء , كما كانت لديهم لعبة شبيهة بالشطرنج يستهوون لعبها
الحياة الاقتصادية في الحضارة الإيجية
اشتهر أصحاب هذه الحضارة بالزراعة والصناعة , وقد كانت أهم محاصيلهم الزراعية هو الزيتون والكروم , كما أنهم اشتهروا بتجارة وتصدير النبيذ المستخرج من الكروم , وكانوا يحتفظون بهذه المحاصيل في جرار كبيرة للغاية أثناء استخراجها من الأرض , أما في مجال الصناعة فقد اشتهروا بصناعة الأدوات والأواني والخزف , وكذلك السفن الصغيرة لتسهل عليهم عملية التنقل بين الجزر المتناثرة في بحر إيجة
الحياة الدينية في الحضارة الإيجية
كان أصحاب هذه الحضارة أناساً يؤمنون بوجود الأرواح في كل شيء , يعبدون الجبال والأحجار والأشجار والقمر , كما كانوا يؤمنون بوجود الجن والعفاريت , وكانوا يرون بالأم سر الطبيعة إذ أنها الشيء الوحيد الذي يستطيع الوقوف في وجه الموت من خلال التناسل وإيلاد البشر , كما كانوا أيضاً يضعون موتاهم في توابيت بعد فقدانهم للحياة ويضعون بتوابيتهم طعام وشراب ولعبة شطرنج وتماثيل نساء ظناً منهم بأن هذه الأشياء ستسليه في تابوته
أسطورة بحر إيجة
يقال بأن مينوس حاكم مدينة كنوسوس في جزيرة كريت كان له من الأبناء ثلاثة , أكبرهم يسمى أندروجيوس وقد كان أندروجيوس قوياً ذكياً محباً للألعاب الرياضية بأنواعها , والأخرى فتاة جميلة تسمى أريادني , وقد كان ابنه الثالث والأخير غريباً وعجيباً ومغايراً عن بقية الجنس البشري , إذ كان له جسد إنسان ورأس ثور , وقد كان هذا الابن يسمى المينوتوروس , ويقال بأن كان نهماً بافتراس البشر , ولخوف والده منه وعليه قرر حبسه في ممرات قصره , ذلك القصر المسمى بقصر (التيه) نظراً لكثرة ممراته ودهاليزه , استمر الحال على ماهو عليه حتى سمع أندروجيوس بمسابقة رياضية كبيرة يقيمها حاكم أثينا أيجيوس في مدينته , فذهب إليها وفاز في جميع الألعاب , فاغتاض الحاكم أيجيوس من ذلك وقرر قتله , وبالفعل انتهت حياة أندروجيوس إثر مؤامرة دُبرت له من قِبل الحاكم أيجيوس وأعوانه , وعندما سمع والده الحاكم مينوس بما حدث لابنه قرر الانتقام من أثينا ومن حاكمها , وبالفعل سار إليهم بجيوشه وقام بأكل الأخضر واليابس , وليس هذا فحسب بل وصل الأمر بمينوس أن فرض على أيجيوس أن يُرسل قرباناً كُل تسع سنوات إليه مؤلف من سبعة شبان وسبعة فتيات من أجل تقديمهم وجبة غذائية دسمة لابنه المحبوس في القصر المينوتوروس , حتى أتى الدور على أن يصبح أحد الذاهبين كقربان إليه من الشبان السبعة ابن الملك أيجيوس ثيسيوس , وقد كان ثيسيوس يفكر باستخراج أهالي مدينته من هذا الذل وهذه المهانة التي فرضها عليهم الملك مينوس بأن يقتل ابنه الوحشي , وعندما علم والده أيجيوس بنيته على قتل الوحش أعطاه الأشرعة البيضاء وقال له وأنتم عائدون من البحر ارفعوها لأعلم بأنك قد نجحت وحييت لأن الشبان والشابات الماضين كانوا برحلتهم إلى حتفهم يرفعون الأشرعة السوداء تعبيراً عن الحزن والحداد , وهناك قابل ثيسيوس أريادني ووقعوا بغرام بعض , فقررت أريادني مساعدة عشيقها على أخيها , فأعطته كرة من الخيط ربطت أولها بباب القصر حتى يستطيع ثيسيوس معرفة طريقه وأن لايتوه أثناء العودة , وبالفعل استطاع ثيسيوس قتل المينوتوروس والعودة لبقية الشبان والشابات الذين ماأن علموا بانتصاره حتى قاموا بالرقص واحتضان بعضهم بعضا تشاركهم الفرحة أريادني , وهم في غمرة الفرحة أثناء عودتهم نسوا أن يرفعوا الأشرعة البيضاء بدل السوداء , وقد كان أيجيوس ينتظر مجيء ابنه على شاطئ البحر , وماأن رأى الأشرعة السوداء حتى تبادر إلى ذهنه بأن ابنه الحبيب لقلبه قد قتل ولم ينجح فقام برمي نفسه في البحر من شدة حزنه على فراق ابنه الآتي للقياه , ومذ ذلك الوقت تقول الأسطورة بأن البحر (بحر إيجة) سُمي بهذا الاسم نسبة ً إلى أيجيوس الحازن على ابنه