الخلية في جسدنا تتكاثر بالانقسام و لابد من نسخ الحامض النووي (ADN) الذي داخل نواة الخلية
عند الانقسام ، و عملية الانقسام هذه تتم وفق نظام دقيق لا قصور فيه ، يصيب الإنسان بحالة انبهار
، فجزيئة ( ADN) تشبه سلماً حلزونياً يحتوي على ثلاثة مليارات حرف تعد مركزاً للمعلومات ، و يأتي
أنزيم اللولب ( هليكاز) إلى موقع الانقسام عند بداية عملية الانقسام فينقسم السلم الحلزوني (ADN)
إلى شريطين بعد حل اللولب المزدوج ، و يتم انفصال الشريطين عن بعضهما بكسر الروابط الهيدروجينية
الموجودة بين القواعد المزدوجة في الشريطين ، و في النهاية يفترق وجهاً ( ADN) عن بعضها البعض
بشكل " هيلكس " الذي دخل في بعضهم البعض .
يقوم (ADN) بوظيفة في الوقت المناسب و دون تأخير و بغير تخاذل أو إهمال ، و دون أدنى خطأ
يذكر ، كما لا يصاب (ADN بأي ضرر و لو بسيط ، أما الآن فلقد جاء دور أنزيم ADN Polymerase
بوليميراز فوظيفته تكمله و جهي الـ (ADN) اللذين انقسام إلى شريطين بشريط آخر لجعلها وحدة متكاملة .
الأنزيم المكون من ذرات الذي يتوقع أن يكون له عقل و علم ووعي يستطيع أن يثبت المعلومات
اللازمة التي تأتي بها من أماكنها في الخلية وصفها في موقعها الصحيحة لتكملة النصف الثاني
، و يكون (ADN) خلال هذه العملية دقيقاً كل الدقة حيث لا يوجد أدنى خطأ خلال العملية و بدقة
متناهية جداً يثبت ثلاثة مليارات حرف الواحد وراء الآخر ، و في نفس اللحظة يقوم أنزيم بوليميراز
آخر نفس العملية لتكمله النصف الآخر (ADN ) بينما يحدث كل هذا تمسك أنزيمات الربط (ADN) من
أطرافها لكي لا يحدث اختلاط بين جزأين منفصلين في شريطي (ADN ) . كما نرى فإن كل أنزيم
يعمل من خلال تنظيم عسكري صارم جداً خلال عملية استنساخ (ADN)الذي يحتاج إلى العقل و
العلم للقيام بهذه العملية الدقيقة .
هل لكم أن تتصورا القيام بنسخ كتاب يحتوي على ثلاثة مليارات حرف عن طريق الآلة الكاتبة من
غير أن يحدث خطأ في حرف من الحروف ؟ طبعاً هذا مستحيل ... فبدون شك لا بد أن يحدث خطأ
في النسخ و لو بسيط .
و على الرغم من ذلك فإن أنصار النظرية الدارونية يزعمون أن العمليات التي تقوم بها الأنزيمات
و مليارات المعلومات الموجودة في (ADN) خلال الاستنساخ و التنظيم الهائل الذي لا خلل فيه يتم
بمحض المصادفة العشوائية ، إن اعتقاد أنصار النظرية بمثل هذه الظنون التي لا يصدقها عقل حدث
ضخم مثير للاهتمام بل إنه خارق للعادة . و نحن نجد أن السبب الوحيد لإيمانهم بهذه المعتقدات
الخاطئة العمياء ، و نشرها هو تمسكهم بالإلحاد و تمردهم على الاعتراف بوجود الله ومشيئته