شركة الهند الشرقية (بالإنجليزية: Honourable East India Company) كان يطلق عليها العامة لقب "شركة جون"، أما أهل الهند فكانوا يطلقون عليها اسم شركة "باهادور". وقد كانت شركة مساهمة عامة إلا أن شركة الهند الشرقية الهولندية هي صاحبة المبادرة في إصدار سندات المساهمة العامة.
تمثل الشركة نقطة تحول رئيسية في تاريخ الهند في القرون الخمس الأخيرة، حيث ساهمت بالقدر الأكبر - عبر سياساتها الاستعمارية - في تشكيل معظم أبعاد الوضع الاقتصادي والاجتماعي في الهند الحديثة.
وقد صدرت كتب لا حصر لها عن تاريخ الشركة في الهند، لعل أبرزها الكتاب الذي ألفه "نك روبينز" وصدر عام 2006 في انجلترا بعنوان "The Corporation That Changed The World; How The East India Company Shaped The Modern Multinationls " وقد صدرت ترجمات للكتاب في أكثر من لغة ومنها اللغة العربية. قام بترجمة الكتاب باحث مصري في النظرية السياسية وهو كمال المصري، وصدر عن مكتبة الشروق الدولية بالقاهرة عام 2009.
كانت ملكة بريطانيا إليزابيث الأولى قد أصدرت مرسوما بإنشائها في 31 ديسمبر 1600 مانحة لها سلطات احتكارية على تجارة الهند وجميع مستعمراتها في جنوب شرق آسيا لمدة 21 عاما. وذلك بأن تنفرد هذه الشركة بتولي جميع المعاملات التجارية. وبهذا تحولت هذه الشركة من مشروع تجاري إلى مؤسسة تحكم جميع الولايات الهندية وجميع مستعمرات التاج البريطاني في المنطقة وذلك بدعم سياسي وعسكري من بريطانيا. استمر ذلك حتى حلت الشركة إثر اندلاع التمرد، والعصيان المدني في الهند 1858
التأسيس
بعد مرور فترة من الزمن على هزيمة الأرمادا الإسبانية في سنة 1588، قام مجموعة من تجار لندن بتقديم عريضة للملكة اليزابيث الأولى تتضمن طلب رخصة للابحار للمحيط الهندي. تمت الموافقة على طلبهم وفي سنة 1591 ابحرت ثلاث سفن من انجلترا حول رأس الرجاء الصالح نجو بحر العرب، احد التجار وهو ايدوارد بينافينجر قام بالاستمرار في الابحار عبر رأس كومورين نحو شبه جزيرة ملايو، بعد ذلك عاد إلى انجلترا سنة 1594 . وفي سنة 1596 ابحرت ثلاث سفن نحو الشرق لكن ضاعوا جميعا في عرض البحر. بعد سنتين في 24/اب/1598 قامت مجموعة من التجار بجمع رأس مال قدره 30,133 ليرة واجتمعو في لندن لتأسيس شراكة بينهم، على الرغم من أن محاولتهم الأولى ليست ناجحة بالكامل، فقد حصلوا على موافقة غير رسمية من الملكة واشتروا سفن جديدة ورفعوا رأس المال إلى 68,373 ليرة وسافروا مجددا بعد مرور عام. وفي هذه المرة فقد نجحت الرحلة، وفي 31/كانون الأول/1600 اعطت الملكة الميثاق الملكي لشركة التجار واسمتهم إدارة وشركة تجار لندن المتاجرون مع الهند الشرقية. في البداية لاقت الشركة صعوبات في تجارة التوابل بسبب المنافسة من شركة دنماركية قوية، على الرغم من ذلك قامت الشركة بفتح مركز تجارة في بانتام في الرحلة الأولى واستوردت الفلفل من جافا الامر الذي قوى مركز الشركة في السنوات العشرين اللاحقة.