خرج العلماء مؤخرا بدراسة مفادها ان العالم اصبح كالقهوة بالحليب القهوة بالحليب رائعة جدا شكلا ومحتوى من ناحية اللون والطعم والرائحة لكن ان يكون هذا هو لون عالمنا الذي نحيا ونعيش فيه فهذا الأمر اكثر من مخيف. كيف وصلنا لهذا اللون المخلوط المتواجد بأجواء عالمنا ؟ ومن المتسبب بذلك ؟ وما هو الحل والخلاص ؟
المسببات كثيرة ومتعددة وواضح دور الإنسان بها لأنه هو المتحكم بهذا الأمر والمسبب له يضاف إلى ذلك العجلة الدائرة التي تجعلنا نجري وراء التطور المستمر في العالم واستخدامنا لكل ما هو صناعي بشتى الأشكال وبطبيعة الحال فإن عجلة التطور السريعة تجعل الإنسان المستخدم الأول لكل ما هو طبيعي.
لذلك وجدت كثير من الصناعات التي تأسست على أنقاض البيئة والتي جلبت معها زيادة متسارعة في التلوث حيث تكون جميع مخرجات هذه الصناعات ملوثة بشكل كبير للبيئة إذ يتم التنقيب عن المواد الأولية التي تتحول إلى منتجات مختلفة وبالتالي لدينا النفايات من جراء استعمال وتصرف المستهلكين بهذه المنتجات المختلفة.
نحن بنو البشر نستفيد من هذه الصناعات لأنها تقدم لنا استمراريتنا في الحياة بشكل أفضل ومريح وهذا جانب جيد وإيجابي . . لكن هناك جانب سيء وهو ما ينتج من هذه العمليات الصناعية من أخطار وتلوث للهواء والماء والأرض . . فالتنمية الصناعية والتوسع النصاعي انتج هذه الملوثات جميعها والتي لها آثار خطرة على صحة الإنسان وتخل من إتزان المكونات البيئية التي تتفاعل مع جميع ما تحتويه الأرض من صخور ومعادن ونبات وحيوان وماء بحيث يحدث التوازن للبيئة ويجعلها صالحة للحياة.
ومن الملوثات المصاحبة للإنسان بشكل دائم ومستمر الملوثات الهوائية التي لها مخاطرها الكبيرة على الصحة لأن جميع من يحيا يستنشق الهواء وهناك الكثيرا من الأخطار الصحيةالمتسبب فيها التلوث الهوائي لأن أكثر من (900) مليون شخص يتعرضون يوميا إلى أخطار التلوث واكبرها واخطرها التلوث الناجم عن ثاني اكسيد الكبريت الذي ينبعث منه (100) مليون طن يوميا وهو يسبب أمراضا مزمنة كتليف الرئة وإضعاف الجهاز المناعي للإنسان ما يجعل احتمال اصابته بالأمراض المعدية والحساسية وارد بشكل كبير.
إن الملوثات الكيماوية التي تؤثر على جهاز المناعة وتقلل من كفاءة عمل الجهاز التنفسي هي احد مسببات الرئيسية لموت الأطفال وذلك لأنها عبارة عن حبيبات دقيقة عالقة في الجو ومن السهل إستنشاقها من قبل الإنسان. ومن الملوثات الخطرة مادة الرصاص التي تنتج عن محركات السيارات وتسبب أمراض القلب والجهاز التنفسي يضاف إلى ذلك إعاقة عمل الرئتين وأمراض الكلى.
ويبقى هناك نوع من التلوث لم يلتفت له بالشكل المطلوب وهو التلوث الداخلي او تلوث البيئة الداخلية وهو التلوث الذي يوجد داخل البيوت والمكاتب . . وهذه المشكلة خطيرة وتتفاقم يوما بعد يوم وتزداد آثارها على صحة الإنسان وخصوصا النساء والأطفال ومن الملوثات الخطيرة والموجودة في البيئة الداخلية غاز الفورمالدهايد وهو ينتج عن الأخشاب المصنعة والمطلية بالغراء والرغوات العازلة وايضا السجائر ويسبب هذا الغاز مشاكل صحية للعيون والصداع والغثيان ومشاكل في الجهاز التنفسي إذا تم التعرض إلى تركيزات عالية منه.
أما غاز ثاني اكسيد النيتروجين فيتم استنشاقه عن طريق استخدامنا لمواقد الطبخ والمدافئ التي نتسخدم بها الكيروسين وهي تستخدم بكثرة في جميع المنازل حيث تؤثر على صحة الرئتين والجهاز التنفسي وتسبب الحساسية في العين والأنف اما ماذا يفعل لنا غاز أول اكسيد الكربون الذي ينتج من مواقد الفحم والخشب والسجائر ومدافئ الكيروسين فهو يؤدي إلى الصداع والغثيان وضعف الإدراك وقد يؤدي إلى الإختناق واتلاف الدماغ وأمراض القلب إذا ما استنشق بتركيزات عالية.
وهناك الكثير من الملوثات الداخلية والغازات الضارة التي توجد في البيئة الداخلية منها بعض الملوثات التي تنتج من عملية الطبخ واستخدام السجائر والمواقد الخشبية والسجاد الذي يستخدم المطاط في صناعته وايضا هناك بعض الملوثات الناتجة عن غاز الرادون الذي ينتج عن الحجارة والإسمنت والتربة والماء وهي تسبب أمراض رئوية قد تتطور إلى الإصابة بسرطان الرئة .
وبين جميع هذه الأشكال من هذا التسمم الهوائي والملوثات والأدخنة التي نتعايش معها والتي تسبب الكثير من الأمراض . . فإننا لا زلنا نطمح إلى ان نستيقظ ذات صباح وننتعش بجو صافي ونقي ذو هواء صافي وآمن.
[center]