بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
قرأت هذا الموضوع وأعجبني وأحببت أن تقرؤه وإن شاء الله تستفيدون فكلنا يعلم أجر صنع
المعروف وكلنا يحب أن يصنع المعروف ويترك بصمات في صحيفته لتكون شاهد خير بإذن الله
فالمعروف كلمة شاملة لكل عمل نافع ،سواء أكان للمسلم أو لغير المسلم ، للحيوان أو الطير
أو لغير ذلك من خلق الله المنتشر على هذه الأرض، أو في الجو، أو في البحر.
ففعل المعروف أيا كان زمانه، أو مكانه،أوجهته،أو نوعيته لا يرجع بالسعادة والسرور على المقدم
إليه فحسب،وإنما يرجع كذلك إلى فاعله، وباذله الذي لا يريد بذلك إلا وجه الله سبحانه وثوابه.
لعلنا في ذلك نقتدي بصورة مضيئة من أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
أبو بكر الصديق_رضي الله عنه_عندما سأل الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة في أحد
الأيام فقال: ( من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر أنا ! قال : فمن تبع منكم اليوم جنازة؟
قال أبو بكر : أنا! قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟ قال أبو بكر : أنا! قال فمن عاد منكم
اليوم مريضا ؟ قال أبو بكر : أنا! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما اجتمعن في امرئ
إلا دخل الجنة!" . رواه مسلم
فهل الذي يفعل من المعروف ، مثل أبي بكر _رضي الله عنه_ تجده مهموما أو حزينا؟
لا نعتقد ذلك ، بل يجد السعادة في نفسه،لأنه زرعها في نفوس اللآخرين،
قال تعالى : ( إن الله لا يضيع أجر المحسنين)سورة التوبة.
وقال سبحانه: ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) سورة الرحمن.
عمر الفتى ذكره لاطول مدته وموته حزنه لا يومه الداني
فأحي ذكرك بالإحسان تزرعه يُجمع به لك في الدنيا حياتان
وهاهو النبي صلى الله عليه وسلم يحثنا على أنواع من المعروف، التي هي في متناول
يد كل مسلم ومسلمة،ليكسب الأجر والثواب أولا،ثم يُقدم ثانيا شكره لله عز وجل، على
ما أنعم به عليه من سلامة ستون وثلاثمائة مفصل في جسمه ،إن لم يستطيع أن يفعل
لكل عضو شكرا خاصا،فإن ركعتين يركعهما من الضحى تكفيانه عن ذلك، يقول النبي
صلى الله عليه وسلم : " يُصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة،
وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة،ونهي عن
المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى". رواه مسلم
والسُلامى هي : مفاصل الجسم.
أسأل الله تعالى أن يُعيننا على بذل المعروف محتسبين بذلك الأجر والثواب ورضا العزيز الوهاب.