أعلنت العديد من دول العالم تسيير رحلات جوية وبحرية لإجلاء رعاياها من ليبيا في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة في ذلك البلد الذي يشهد ثورة شعبية واسعة ضد حكم العقيد الليبي معمر القذافي.
فعلى الصعيد العربي أكد مراسل الجزيرة في معبر السلوم على الحدود المصرية أن آلافا من المصريين العاملين في ليبيا وصلوا عائدين إلى بلادهم، وأعلنت حكومة تسيير الأعمال المصرية تسيير طائرات عسكرية لإجلاء باقي الرعايا من ليبيا خلال الساعات القادمة.
وقال بعض العائدين جوا إنهم قضوا يومين في مطار طرابلس في انتظار طائرة تقلهم الى القاهرة.
وكانت طائرة مصرية قد نقلت حوالي 260 راكبا مع الإعلان عن إرسال طائرات إضافية لنقل آلاف من المصريين الذين يرغبون في العودة بعد القلاقل التي شهدتها المدن الليبية.
وعلى الحدود التونسية الليبية، قال مدير مكتب الجزيرة في تونس لطفي حجي إن العديد من التونسيين العاملين في ليبيا بدؤوا التوافد على المعبر الحدودي بين البلدين وسط توقعات بأن تزداد وتيرة العبور في المنفذ الحدودي بشكل كبير مع تدفق العائدين بأعداد تتزايد بشكل متواصل.
وفي سوريا، أعلن عن تسيير أربع رحلات جوية يوميا من مطار طرابلس إلى دمشق لنقل الرعايا السوريين المقيمين في الجماهيرية الليبية.
واشنطن ولندن
أما على الصعيد الدولي، فقالت الولايات المتحدة إنها لم تتمكن من إجلاء أحد من دبلوماسييها غير الأساسيين وأفراد أسر العاملين في سفارتها في ليبيا وتوقعت إجلاءهم خلال الأيام القادمة.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي أمس الثلاثاء أنه يوجد نحو 35 من الموظفين غير الأساسيين في السفارة الأميركية في طرابلس حاليا.
وأضاف المتحدث أن بلاده تحاول في الوقت الراهن نقل المواطنين الأميركيين من ليبيا على متن رحلات جوية اعتيادية وأنها تعد رحلات بطائرات مستأجرة لإرسالها إلى ليبيا في حالة الضرورة.
وفي لندن قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ الثلاثاء إن لندن تعتزم إرسال طائرة مستأجرة إلى ليبيا من أجل إجلاء رعاياها بالإضافة إلى فرقاطة تابعة للبحرية البريطانية سترسو قبالة السواحل الليبية للمساعدة في عمليات الإجلاء.
وفي كندا، قالت وزارة الخارجية إن أول رحلة جوية كندية ستصل إلى طرابلس اليوم الأربعاء لإجلاء الرعايا الكنديين من ليبيا، كما نقل الإعلام الصيني الرسمي أنباء تفيد أن الرئيس هو جينتاو أصدر توجيهات لتأمين سلامة وممتلكات الرعايا الصينيين المقيمين في ليبيا، وإرسال طائرات وسفن مؤجرة لإجلائهم.
تركيا وروسيا
وفي هذا السياق، بدأت سفن تركية منذ أمس الثلاثاء إجلاء آلاف الأتراك العاملين في ليبيا الذين تقطعت بهم السبل في مدينة بنغازي، ونقل عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قوله إنه تحدث مع الزعيم الليبي معمر القذافي مرتين لضمان ممر آمن لخروج المواطنين الأتراك الذين يقدر عددهم بـ25 ألفا يعمل أغلبهم في شركات متخصصة في مجال الإنشاءات.
وأكد مكتب رئيس الوزراء التركي أن البحرية التركية أرسلت سفينة نقل تسع 1500 راكب من ميناء مرسين على البحر المتوسط ترافقها فرقاطتان وسفينة وقود وتحمل أغذية تكفي ستة آلاف شخص حيث من المتوقع أن تصل السفينة إلى طرابلس غدا الخميس، بالإضافة إلى وصول ثلاث رحلات طيران إلى إسطنبول قادمة من مطار طرابلس.
وفي موسكو قالت وزارة الخارجية الروسية إنها لا تنوي إجلاء دبلوماسييها من ليبيا، مشيرة إلى أن وزارة الطوارئ الروسية أرسلت طائرتين إلى طرابلس لإجلاء المواطنين الروس وعائلات الدبلوماسيين.
وذكرت وسائل إعلام روسية أن ما مجموعه 563 روسيا ينتظرون موعد إجلائهم من ليبيا، وأن السلطات الرسمية تعمل على استصدار موافقة من طرابلس للسماح لطائراتها بدخول الأجواء الليبية لإجلاء الرعايا الروس.
المصدر: الجزيرة + وكالات