مولده ونشأته:
ولد ديفيد بن جوريون في بولنسك (بولندا الآن) التابعة لروسيا عام 1886م.
وصف نفسه كصهيوني منذ ولادته فمنذ الثالثة من عمره بدأ يتعلم العبرية وبدأ يقرا العبرية في الخامسة من عمره و في ذلك الوقت استمع من والده عن (أرض إسرائيل).
وهكذا تعلم بن جوريون من والده حبًّا واحدًا هو حب صهيون..
وعندما كان في الرابعة عشر من عمره عام 1900 أسس مع اثنين من رفاقه الرابطة الشبيبة (عيزرا)
انضم إلى حزب بوعالي تسيون وعمره 17 سنة.. لم يكن الإيمان هو الذي يدفعه إلى هذا النشاط السياسي فلقد تخلى عن الدين في وقتٍ مبكر جدًّا من عمره ولكنه كان يؤمن بأنه نتيجة لرغبة الله في منح العالم مخلوقات متميزة لذا خلق الشعب اليهودي كي ينشر عن طريقه العلم، وأنَّ هذا الاختيار يعني التكليف بمهمة والقيام بالمهمة هو الهدف ولكي يقوم الشعب اليهودي بتحقيق الهدف يجب عليه إعداد نفسه بواسطة تطويره في أرضه أي عن طريق الصهيونية.
التحق أثناء دراسته الثانوية في خريف عام 1905م بحزب العمال الاشتراكي الذي عُرف بـ (حزب العمل اليهودي الاشتراكي الديمقراطي عمال صهيون) (Workers of Zion) في وارسو قبل أن يهاجر إلى فلسطين.
قال بن جوريون: "ستكون أرض إسرائيل لنا, عندما يكون معظم عمالنا من اليهود ولنا الحق في أن نبني أنفسنا والأرض في أرض إسرائيل".
هجرته إلى فلسطين:
وفي أواخر 1906م أبحر ديفيد على ظهر سفينة روسية إلى فلسطين في العشرين من عمره أعزب يحدوه الشوق لرؤية أرض إسرائيل المزهرة في أحلامه وأحلام آبائه وأجداده التي لا يعكر صفوها ظل العرب أو أي قضيه ترتبط باسمهم.
استقبل أعضاء رابطة عيزرا ديفيد- وقد كانوا قد هاجروا قبله- في ميناء يافا، وعمل في ذلك الوقت بفلاحة الأرض في يافا.
وبعد حوالي شهر من وجوده في أرض إسرائيل ذهب ديفيد إلى يافا لحضور اجتماعٍ تأسيسي لحزب عمال صهيون وفي ذلك الاجتماع حظي بنجاح باهر إذ انتخب عضوًا في اللجنة المركزية للحزب التي كانت في بداية تشكيلها واختير رئيسًا للجنة البرنامج السياسي التابعة للحزب.
وبعد أربعة أعوام (1910) انتقل إلى القدس ليعمل محررًا في صحيفة الوحدة "أهودوت" (Ahdut) الناطقة باللغة العبرية، وكان ينشر مقالاته باسم "بن جوريون" الذي يعني في اللغة العبرية ابن الأسد.
وأثناء هذه الفترة التي مهد لفكرة المستوطنات بنظام الحراسة اليهودية على الأراضي الفلسطينية؛ لذا فهو يعد صاحب فكرة تأسيس المستوطنات.
دراسته:
في أكتوبر 1911م غادر ديفيد البلاد عن طريق البحر طالبًا دراسة القانون، درس في البداية اللغة التركية في سلونيك والتحق في عام 1912م رسميًّا بكلية القانون في القسطنطينية وحصل بعد عامين على درجة جامعية في القانون وتوقفت دراسته في عام 1914م بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى، بينما كان يقضي إجازته الصيفية في القدس.
لكنه لم يستمر في فلسطين إلا عامًا واحدًا فقط؛ حيث أجبرته الدولة العثمانية على الرحيل مرةً أخرى إلى موسكو مع بعض الصهاينة الذين قدموا من الاتحاد السوفيتي عام 1915م، واستطاع بن جوريون العودةَ مرة أخرى بعد خمس سنوات إلى الأراضي الفلسطينية.
وقد رفع ابن جوريون شعار ترسيخ الوجود اليهودي في الإمبراطورية العثمانية، وقد عبَّرت صحيفة الوحدة اليهودية عن نظرية ابن جوريون هذه على نطاق واسع.. قال ابن جوريون إن غرضه من السفر إلى القسطنطينية هو رغبته في أن يرشح نفسه في البرلمان التركي كممثل للاستيطان اليهودي في فلسطين أو أن يكون وزيرًا في الحكومة التركية لكي يستطيع الدفاع عن الصهيونية.
ابن جوريون والعرب:
كانت المسألة العربية تشغل كل من ابن جوريون وابن تسفي الذي درس هو الآخر القانون في القسطنطينية على الرغم من أن الإثنين أعربا عن رأيهما بشأن هذه المسألة إلا أنهما لم يقولا كيف يمكن حلها ولكن ابن جوريون اقترح على ابن تسفي محاولة إقامة وحدة عسكرية يهودية لحماية القدس (كهدفٍ ظاهري لها) وقبل الحاكم العسكري في القدس زكي بيه اقتراحهما رغم اشتراطهما أن تكون هذه الوحدة من المتطوعين المحليين ولا ترسل إلى أي مكانٍ آخر للحرب بل تبقى بصفتها مليشيا عملية في القدس (بهدف زرع الكيان اليهودي وإضفاء بعض الصبغة الشرعية على وجوده).
لذا فقد كرَّس ابن جوريون وابن تسفي جهودهما في الدفاع الشعبي- هكذا اسميا المليشيا التطوعية- ولقد لبَّى نداءَ الدعوة إلى التطوع 100 يهودي وبدءوا بالتدرب على السلاح لكن جمال باشا تنبَّه إلى الخطر المستتر وراء تكوين هذا الجيش اليهودي ضمن حدود الدولة الفلسطينية؛ لذا أمر بحل هذه المليشيا ثم تلا ذلك طرد 500 يهودي من يافا إلى الإسكندرية عام 1914 بالإضافةِ إلى نفي كل من ابن جوريون وابن تسفي إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
في المنفى:
مضت ثلاث سنوات من 1915 إلى 1918 عاشها ابن جوريون في المنفى في الولايات المتحدة لكن ابن جوريون ظل مستمسكًا بخطته في إدخالِ اليهود إلى داخل الدولة العثمانية وإقامة كيانٍ مستقلٍ لهم فيها على طريقة الدولة داخل الدولة؛ لذا فقد قام هو وابن تسفي في هذه الفترة بنشاطٍ كبيرٍ في إطار حملة التجنيد لجيش الطلائعيين الذي سمي بالطلائعي (عوضًا عن حملة "الدفاع الشعبي" التي حلها جمال باشا).
ومن أجل ترسيخ حق الشعب اليهودي في أرض إسرائيل كان على المتطوعين أن ينتظموا في كتائب يهودية هدفها القتال من أجل إسرائيل.
وقرر ابن جوريون أن يخرج الجيش إلى الطريق خلال وقتٍ قصيرٍ (1916م أي في غضون عامٍ واحدٍ من تأسيسه)، لكن مساعيهم فشلت وتدهور حال هذا الجيش نتيجة ضعف التأسيس.
وفي عام 1917م قام بالتعاون مع ابن تسفي بإصدار كتابه (أرض إسرائيل في الماضي والحاضر) لترسيخ فكرة أن العرب مجرَّد شعب استولى على أرض إسرائيل واحتفظ بها مئات السنين وحان دور اليهود الآن ليستردوا أرضهم المسلوبة (والتي رفضوا أن يدخلوها يومًا مع سيدنا موسى عليه السلام قائلين "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون"!!!!!).
وقال أيضًا عن العرب في أرض إسرائيل: (نحن نعود إلى الأرض التي احتفظ العرب بها لمئات السنين)، في 1918م تمكَّن من العودةِ إلى أرضِ فلسطين ليمارس نشاطه السياسي هناك مجددًا.
مواقفه السياسية:
في عام 1918م عندما تنبأ ابن جوريون بقيام دوله يهودية في فلسطين على أساس وعد بلفور وما يتبعه من هجرةٍ مكثفةٍ لليهود كان هناك خطر يقلق تفكيره هو احتمال أن يفضل الرأسماليون اليهود العامل العربي؛ نظرًا لانخفاض أجرته وكان خوفه هذا ينبع من معرفته أن كراهيته العرب لليهود تنبع من استغلالهم لذا ادَّعى بأن العمالة العربية يجب أن لا تستغل بالمال اليهودي، فالشعب اليهودي يجب أن ينهض باقتصاده الجديد فقط بعمله هو دون أي تدخلٍ من العرب؛ لأن ذلك يمثل خطرًا على الكيان اليهودي الوليد في فلسطين.
لذا فقد كان من أبرز الدعاة إلى ضرورة منافسه العامل العربي، فالدولة اليهودية يجب أن تقوم من خلال العامل العبري وحده على حد قوله، وانطلاقًا من هذا التفكير نجح في تأسيس اتحادات عمال اليهود "الهستدروت" عام 1920، وعُيّن سكرتيرًا (كأول سكرتير لها) عامًا له من 1921م وحتى 1935م.
وفي نفس العام كان ابن جوريون الروح الحية في سكرتارية أحدوت هعفوداه والمحرك الرئيس لها في المعركة الانتخابية لمجلس النواب وقد طلب ابن جوريون حينها أن يعترف السيد في فلسطين- وليكن عصبة الأمم أو حكومة الانتداب- بمجلس النواب كسلطةٍ تطبق صلاحيتها على كل اليهود في فلسطين بصفة شخصية عن طريق انتمائهم للكنيست الصهيوني، وكان هدفه من ذلك أن يصنع بهذا المجلس النيابي دولة داخل الدولة.
في عام 1921م انتخب ابن جوريون في اللجنة التنفيذية التابعة لحركة الهستدروت ورغم كونه عضوًا من أعضاء السكرتارية إلا أنهم كانوا ينظرون إليه على أنه السكرتير الوحيد لهذا المجلس؛ لذا جاء انتخابه رئيسًا لإدارة الوكالة اليهودية طيلة 15 سنةً متواصلة، وإن ظلَّ الهستدروت مجال عمله المركزي.
وتوسع في نشاطه السياسي فلعب دورًا كبيرًا في تأسيس حزب "أهودوت هآفوداح" الذي تحوَّل اسمه عام 1930م إلى حزب العمل الإسرائيلي.
وفي نفس الفترة (1920-1921م) أدار ابن جوريون وشلومو كفلنكسي المكتب السياسي للاتحاد العالمي لحزب (عمال صهيون) في لندن رغبته في أن تكون لهما صلات وثيقة مع قاده حزب العمال البريطاني بهدف تحقيق وعد بلفور كما فهمه ابن جوريون (فقد فسره ابن جوريون وغيرهم على أن معنى وعد بلفور هو إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين على ضفتي نهر الأردن؛ وذلك بمساعدة الحكومة البريطانية على إقامته دون الالتفات إلى حقوقِِ العرب؛ أي أنهم فسروه على أنه التزامٌ من الحكومة البريطانية بإقامة دوله يهودية تبدأ على شكل حكمٍ ذاتي قومي وليس سياسي.
وانطلاقًا من هذا الفهم بدأ زعماء الصهيونية ولجنة العمل التابعة لها (ومعهم ابن جوريون) بدءوا في إرساء دعائم الحكم الذاتي في أرض إسرائيل المزعومة، ونتيجة للرفض العربي والفلسطيني لهذا الحكم بدأت تكوين الحركات القومية العربية وبدأت في هجومها وشن حربها على الوجود اليهودي في أرضهم بعد أن أدركوا مبكرًا الهدف السياسي المختبئ خلف الرغبة في وضع حكم ذاتي إسرائيلي في فلسطين؛ لذا فقد قرر ابن جوريون؛ نظرًا لأحداث الشغب العربية (على حدِّ قوله) أنه لا بد من توافر الأمن لتستمر الحركة الصهيونية في تقدمها ومصدر ذلك كان خوفه من أمرين:
أولهما: أن تتم إباده اليهود في فلسطين على أيدي العرب:
وثانيهما هو أن تؤدي الهجمات وأحداث العنف إلى هجرة اليهود المثقفين إلى خارج البلاد؛ حيث إنَّ هؤلاء هم رأس مال الصهيونية والقوة التي تحركها وتدفعها للأمام.
ونتيجة للنشاط الزائد الذي أبداه بن جوريون داخل أوساط الحركة الصهيونية، اختارته المنظمة الصهيونية العالمية مسئولاً عن النشاطات الصهيونية في فلسطين عام 1922م.
وفي 1925 انضم بن جوريون إلى حركة (بريت شلوم)، والتي كان أهم مبادئها السعي لإقامة دوله ثنائية القومية تحت الحكم اليهود في فلسطين.
على الرغم من أنه كان يختلف مع الحركة في نظرتها للعرب (كانت تنظر إليهم على أنه يمكن التعايش معهم كأقلية قومية تحت السلطة الصهيونية عليهم) رفض ابن جوريون أن تكون فلسطين لها نفس القيمة والأهمية بالنسبة لليهود والعرب على حد سواء وأوضح ذلك بقوله: (إنَّ وجودَ الأمة العربية الاقتصادي والثقافي واستقلالها القومي لا يرتبط ولا يتوقف على أرض فلسطين وحدها؛ وذلك بعكس اليهود إذ إنَّ أرض فلسطين تعتبر بالنسبة للشعب اليهودي بأكمله هي الأرض الوحيدة التي يرتبط فيها مصيره ومستقبله التاريخي كشعب؛ إذ إنه في هذه البلاد فقط يمكنه أن يستأنف حياته المستقلة ويجدد اقتصاده الوطني وحضارته الخاصة، وهنا فقط يمكن أن ينهض ويقيم دولته الرسمية).
وبعد ذلك ترأس اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية في فلسطين من 1935م حتى 1948م والتي عملت بالتعاون مع السلطات البريطانية على تنفيذ وعد بلفور.
وقد كان سبب تميزه عن غيره في الإدارة هو أنه كان الوحيد الذي استطاع أن يُدرك الخوف العربي من الحركة الصهيونية وأهدافها على عكس رفاقه الذين لم يروا أمامهم سوى ضائقة اليهود والسيوف النازية المسلطة على رقابهم، وإن كان هذا الخطر قد انتهى فعليًّا في ذلك الوقت (بل لم يكن له وجود أصلاً بل هو نسج خيال اليهود).
في عام 1937م عندما يأس ابن جوريون من احتمالات التوصل إلى اتفاق مع العرب على أن يبقوا أقلية ضمن الحكم الصهيوني لأرض إسرائيل التي كانت لهم منذ قدَّم التاريخ على حد قوله تبنى نظريه (الهجرة تتقدم على السلام) بهدف إغراق فلسطين بعددٍ كبيرٍ جدًّا من المهاجرين اليهود بحيث يصبحون الأغلبية الساحقة من السكان بحيث إنه لو تأسست حكومة مشتركة (وهذا ما كانوا يرفضون) تكون لليهود أغلبية الأصوات فيها وتتحول مع مرور الوقت إلى يهودية بحتة.
والدليل على ذلك قوله (إنَّ السلامَ وسيلة وليس هدفًا أما الهدف هو تطبيق كامل لأهداف ومبادئ الصهيونية)، وفي هذه الأثناء أظهر ابن جوريون معارضة قوية للكتاب الأبيض الذي أصدرته بريطانيا عام 1939م، والذي ينظم عمليات الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
ثم عاد ودعا صهاينة العالم- رغم معارضته للكتاب الأبيض- إلى التعاون مع بريطانيا في الحرب العالمية الثانية (1939م- 1945م)، وتأييدها في الحرب "كما لو لم يكن الكتاب الأبيض موجودًا"، وفي الوقت نفسه دعاهم إلى محاربة الكتاب الأبيض "كما لو لم تكن الحرب مشتعلة"، وقد دعا الحاضرين في المؤتمر الصهيوني الذي انعقد في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1942م إلى تأييد فكرة إقامة كومنولث يهودي فلسطيني على أرض فلسطين.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية دعا اليهود عام 1947م إلى تأييد مؤقت لخطة التقسيم الصادرة عن الأمم المتحدة والداعية إلى إقامة دولتين منفصلتين واحدة لليهود وأخرى للفلسطينيين.
رئاسته للوزراء:
انسحبت بريطانيا من فلسطين في 14 من مايو 1948م، وأعلن ابن جوريون في اليوم نفسه قيام الدولة الإسرائيلية وعودة الشعب اليهودي إلى ما أسماه أرضه التاريخية.
بعد إقامة إسرائيل عام 1948م أصبح ابن جوريون أول رئيس وزراء لها، وعمل فور توليه منصبه الجديد عام 1948م على توحيد العديد من المنظمات الدفاعية التي كانت موجودة آنذاك في قوات واحدة أطلق عليها قوات الدفاع الإسرائيلية IDF .
كما عمل ابن جوريون على تشجيع الهجرة اليهودية إلى إسرائيل حتى وصل عدد المهاجرين إلى قرابة المليون من أوروبا الشرقية والبلدان العربية وغيرها، وقع مع ألمانيا الغربية عام 1952م اتفاقًا لتعويض اليهود المتضررين من العهد النازي المزعوم "الهولوكوست".
وظل يشغل هذا منصب رئيس وزراء الحكومة حتى عام 1963م باستثناء 19 شهر بين عامي 54 و 55 حيث تسلم الحكومة موشيه شريت.. عاد مرةً أخرى إلى الحياة السياسية في أوائل عام 1955م ليحل محل وزير الدفاع بن حاس لافون الذي استقال، وفي نهاية السنة المذكورة أعيد إنتخابه رئيسًا للوزراء.
في عهد وزارته الثانية شنَّ هجومًا عسكريًّا بالتعاون مع القوات الفرنسية والبريطانية على مصر عام 1956م بعد قرار الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس.
استقالته ووفاته:
استقال من رئاسة الوزراء عام 1963م معلنًا رغبته في التفرغ للدراسة والكتابة، لكنه ظل محتفظًا بمقعده في الكنيست، غير أنه لم يخلد تمامًا لهذا النمط الجديد من الحياة فأسس عام 1965م حزبًا معارضًا أسماه "رافي".
اعتزل الحياة السياسية عام 1970م وألف العديد من الكتب منها: "العرب والفلسطينيون وأنا وإسرائيل.. تاريخ شخصي" الذي أصدره عام 1970م، و"اليهود في أرضهم" الذي صدر له بعد عامٍ من وفاته.
انسحب من الحياة السياسية عام 1970م حيث اعتكف في كيبوتس سيديه بوكر في صحراء النقب إلى أن توفي عام 1973م بعد ثمانية أسابيع فقط من حرب أكتوبر عن عمر يناهز 87 عامًا.