اشتهر إسحق شامير بلاءاته الثلاثة:
- لا للدولة الفلسطينية.
- لا لعودة القدس إلى العرب.
- لا عودة اللاجيئن الفلسطينيين.
ولد إسحق بيريز نتيزكي في بولندا عام 1915, وكان والده رئيسًا للطائفة اليهودية في بلدة روبجينوي, وكان هو وزوجته عضوين في حركة عمال اليهود, وهي حركة كانت تدعو إلى مساواة اليهود ببقية شعوب أوروبا الشرقية.
انضم شامير إلى حركة بيتار في بولندا, وهي حركة للشبان الصهيونيين تؤمن بفكرة إسرائيل الكبرى وجمع المنفيين.. أنهى شامير دراسته الثانوية في مدرسة يهودية هناك, ثم درس القانون في جامعة وارسو عام 1934 لمدة عام واحد فقط، ثم أكمل دراسته بها حيث قال: "لا يمكنني البقاء في بولندا بينما يجري بناء دولة يهودية في فلسطين"، وهاجر إلى فلسطين في عام 1935 وغيَّر اسمه إلى إسحق شامير ويعني بالعبرية الحجر الصوان المدبب، والتحق بالجامعة العبرية ودرس التاريخ والأدب.
انضم إلى المنظمة الإرهابية اليهودية "إتسل" عام 1936، وفي العام التالي انضم إلى منظمة الإرجون التي كان يرأسها مناحم بيجين، وقام بعمليات عسكرية ضد العرب، كانت أبرزها زرع قنبلة في سوق يافا الرئيسة أدَّت إلى مصرع 23 فلسطينيًّا وإصابة 30، وفي عام 1940 انضم إلى منظمة ليحي (وتعني "المقاتلون" في سبيل حرية إسرائيل) ثم تغيَّر اسمها إلى شتيرن بعد مصرع مؤسسها أبراهام شتيرن على يد سلطات الانتداب البريطانية عام 1942.
ألقت سلطات الانتداب القبض عليه عام 1941 نتيجةً لعملياته الإرهابية الواسعة بعد عملية تفتيش في تل أبيب وعُثِر عليه متخفيًا في زي رجل دين، ونجح في الفرار، ثم ألقي القبض عليه مرةً أخرى عام 1946 وتم ترحيله إلى إريتريا لكنه هرب مرةً أخرى وسافر إلى فرنسا وظل بها حتى عاد إلى فلسطين عام 1948.
ثم عمل ضابطًا في جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد لمدة عشر سنوات منذ عام 1955 وحتى عام 1965، وتخرج على يديه جيل من الجواسيس.
التحق شامير بحزب حيروت عام 1970 الذي كان يرأسه مناحم بيجين، وفي عام 1973 أصبح عضوًا في الكنيست، ثم انتُخب رئيسًا للكنيست عام 1977 وحتى عام 1980، ثم أصبح وزيرًا للخارجية، وبعد استقالة بيجين من رئاسة الليكود ورئاسة الحكومة عام 1983 تولى شامير هذين المنصبَين، بالإضافة إلى منصبه الأصلي، وبعد تشكيل الحكومة الائتلافية بين حرب الليكود وحزب العمل عام 1984 تبادل شامير منصبه مع شمعون بيريز؛ حيث أصبح وزيرًا للخارجية وأصبح بيريز رئيسًا للوزراء، ثم تبادلا منصبيهما مرةً أخرى عام 1986.
تعامل شامير بشدة وهو في منصب رئيس الوزراء مع الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت عام 1987، حيث تم فرض حظر التجول وحصار البيوت والتوسيع في الاعتقالات والتعذيب واستخدام الرصاص الحي والرصاص البلاستيكي والرصاص المطاطي وطائرات الهليكوبتر وقنابل الغاز المسيل للدموع، واستمر شامير في رئاسة الوزراء بعد الانتخابات التي جرت عام 1988.
سحب الكنيست الثقة من حكومة شامير في التصويت الذي جرى عام 1990، واضطُّر إلى التحالف مع العديد من الأحزاب الدينية واليمينية، ووافق على المشاركة في مفاوضات السلام التي جرت في مدريد عام 1991، إلا أنه استمر على تشدده فيما يتعلق ببناء المستعمرات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واشتهر خلال تلك الفترة بلاءاته الثلاثة.
وفي عام 1992 خسر في الانتخابات وأصبح إسحق رابين رئيسًا للوزراء، وفي عام 1993 انتزع بنيامين نيتانياهو زعامة حزب الليكود منه في الانتخابات الحزبية، وانزوى إسحق شامير بعيدًا عن الأضواء بعد أن أصبح يعاني من أمراض الشيخوخة.
وقد عارض بشدة اتفاقية إعلان المبادئ التي تم التوقيع عليها في واشنطن في 13 أكتوبر عام 1993، كما عبر عن عدم ارتياحه باستمرار تطبيق اتفاقية طابا في حكومة نيتانياهو.